غريب(رحمك الله)
09-08-2016, 01:37 AM
غادر يحيي الشاطىء يعتصره الألم برفقة جرح آخر جديد يضاف الى
كتاب حياته المملوءه بالجراح
يسير بخطي متكسره وكأنه يترنح تحت تأثير مخدر بالكاد يري الطريق أمامه
وأسأله كثيره تدور فى رأسه عن سبب ترك حبيته له وأختارت غيره
بعد أن جعلت نور الأمل
والحب يشرق من جديد على حياته بعد ان طغي عليها الظلام والألم
ولماذا تفعل معه هكذا
بعد أن أحبها وتعلق بها ورأى فيها أخيرا" الحلم الجميل اللذى
طالما تمني أن يعيشه
أسأله كثيره روادته لم يجد لها أجابه زادت من وقع الألم بداخله
أستمر فى المسير
حتى وصل أطراف مخيمه وهناك جلس ليستعيد توازن نفسه ويفكر بما
وصل اليه حاله
يعيد شريط ذكرياته يبحث فيها عن بقعة ضوء تعيده لنفسه فلا يجد
الا السواد يسكن فى كل زاويه من عقله
فقد فقط لتوه ليس مجرد حبيبه بل فقد بفقدها من كان يعتبرهم
أما" وأبا" له وهم والداها
فتوجه الى السماء يدعوا ربه ويبتهل له بدموعه ان يغير حاله
حتى ناااام
دون أن يشعر بنفسه ولم يفق الا على ضوء شمس الصباح وهي تفلح وجهه
فنهض وسار الى بيته
اللذى يعيش فيه غريب بين أهله دخل الى الغرفه اللتى طالما كانت
شاهدا" على عذاباته
لملم أغراضه وقرر الأبتعاد عن ذلك المخيم وعن هؤلاء الأهل اللذين
كانوا سببا" فى معاناته
رحل على غير هدي لا يعرف الي اين تجره أقدامه حتى قرر أن يعبر الحدود
ويترك كل شيء خلفه
فلم يعد له أي شيء يربطه بذلك المكان اللذى ماتت على أرضه كل احلامه
دخل هناك وبرأسه هدف واحد
وهو أن يغير قدره ويقضي على فقره اللذى كان سببا" فى خطف حبيبته منه
تسلل الى المجهول وخاطر بنفسه وسار متخفيا" بعيدا" عن العيون
يسير فى الليل وينام فى النهار
حتى وصل الى المدينه الكبيره وهناك استطاع بكل سهوله أن ينغمس
بين ساكنيها
فشكله واتقانه للغة اعدائه سهل له مهمته فى الانخراط فى مجتمعهم
بحث عن عمل حتى وجده
بدأ يعمل فى مطعم فترتين ليزيد من دخله ويرسله الى صديقه حتى
أستطاع أن يشتري له بيت
هنا شعر بأن هدفه الأول قد تحقق فواصل العمل رغم التعب وارسال ما يحصل
عليه الى صديقه حتى اشتري له قطعة أرض قريبه من البيت
استمر فى غربته عامان يواصل العمل ليل نهار ويرسل المال لصديقه حتى
أصبح لديه ما يكفي
فقرر العوده من حيث أتى وغادر بهدوء ذلك المطعم مثلما وصل اليه
ولكن لا تأتى الرياح بما تشتهي السفن
فقد القي القبض عليه اثناء قربه من الحدود لينقل الى السجن من هناك
وللتحقيق ليكتشف هناك
انه مطلوب لمقاومته السابقه للاحتلال حسب اعتراف احد زملائه عليه
عذبوه كثيرا"
ووضعوه فى زنانه صغيره ولكنه تحمل عذابهم له لانه تعود عليه وفى النهايه
حاكموه بالسجن 7 مرات مدي الحياه
اى ما يعادل الف ومائتين عام ...قابل هذا الحكم بابتسامه فهو ليس له أحد
خارج اسوار السجن ليشتاق اليه
فصل آخر من العذاب ينضم الى كل تلك الفصول الكثيره اللتى عاشها ولكنه
لم يتحطم ولا ينكسر
مرت السنه تلو الأخري وهو فى السجن يستغل وقته فى القرائه وتثقيف نفسه
حتى لاحت فى الافق
معالم لحظه يحلم بها كل اسير وهي لحظة الخلاص من السجن وتنفس هواءالحريه
لم يهتم مثل اقرانه ولم يكن يتابع الأحداث بشغف مثلهم
فهو لا فرق عنده بين الحياه فى السجن او خارجه ولكن هم لهم أهل واصدقاء
يتوقون للقائهم
استمر الوضع هكذا حتى اتت لحظة الحريه صفقة لتبادل الأسري وقد كانت المفاجأه
ان أسمه كان من بين الاسماء
وان خلاصه من السجن بات قريب جدا" وفعلا" ما هي الا أيأم حتى خرج من السجن
رغم انف سجانيه
وصل الي أرض مدينته وسجد شكرا" لله وقبل ترابها ورحل الجميع من هناك برفقة
اهله وأصحابه
وعاد هو وحيدا" الى بيت صديقه اللذى فاجئه حضوره ووقوفه أمامه احتضنه بشوق
حتى سالت الدموع
وتبادلا أحداث تلك السنوات وما قد حصل فيها وبعدها اصطحبه الى بيته اللذى
كان قد اشتراه له
وحين دخل اليه لم يصدق ان ذلك البيت له فقد كان جميلا" جدا" ومجهز بكل شيء
وله حديقه صغيره
شكر كثيرا" صديقه على هذا البيت اللذى اختاره ليكون ملكا" له وبعدها اعطاه
ما تبقي من مال وسلمه قطعة الأرض
ومن هنا بدأت تتغير حياة يحيي للأفضل فما كان بالأمس كابوس يلاحقه أصبح حلمجميل حققه بارادته
فترك حبيبته له دفعه لأن يتخلص من فقره والسجن خرج منه ليستلم وظيفه
راتبها جيد جدا" يوفر له حياه كريمه
عاد يحيي للشاطىء اللذى لم يكن يشتاق الا اليه رمي بنفسه بين أمواج البحر
ليغسل هم السنين اللتى عاشها بعيدا" عنه
كان كالسابق يذهب كل يوم الى هناك ولكن ما لفت نظره أن مكانه لم يعد خالى
فقد كانت فتاه
تخفي وجهها خلف حجابها تجلس تقريبا" كل يوم فى مكانه برفقه طفل صغير
لم يعرها فى البدايه اي انتباه
واعتقد انها زائره تأتى وتذهب وقد اختارت مكانه بمحض الصدفه ولكن تكرار
تواجدها اليومي
منذ وصوله لفت نظره وانتابه الفضول ليعرف قصتها اعتقد بالبدايه انها قد
تكون فقدت عزيز عليها
وأخذه البحر منها لذلك تأتى ولكن ساوره الشك بذلك حين أخبره صديقه ورفيق
الشاطىء بأنها كانت قبل وصوله
تأتى على فترات ولكن منذ ان عاد وهي تأتى بشكل يومي فقرر حينها ان يعرف
ما هي حكايتها.
فيا تري من تعتقدون أنها تكون هل هي فتاته ام انها أخري غيرها
أعتذر أخذتكم بعيدا" بهذا الفصل عن بداية الحكايه ولكنى أحببت أن تتعرفوا
على الاحداث اللتى عاشها بعد ترك تلك الحبيبه له
وباقي للحكايه فصل آخر
كتاب حياته المملوءه بالجراح
يسير بخطي متكسره وكأنه يترنح تحت تأثير مخدر بالكاد يري الطريق أمامه
وأسأله كثيره تدور فى رأسه عن سبب ترك حبيته له وأختارت غيره
بعد أن جعلت نور الأمل
والحب يشرق من جديد على حياته بعد ان طغي عليها الظلام والألم
ولماذا تفعل معه هكذا
بعد أن أحبها وتعلق بها ورأى فيها أخيرا" الحلم الجميل اللذى
طالما تمني أن يعيشه
أسأله كثيره روادته لم يجد لها أجابه زادت من وقع الألم بداخله
أستمر فى المسير
حتى وصل أطراف مخيمه وهناك جلس ليستعيد توازن نفسه ويفكر بما
وصل اليه حاله
يعيد شريط ذكرياته يبحث فيها عن بقعة ضوء تعيده لنفسه فلا يجد
الا السواد يسكن فى كل زاويه من عقله
فقد فقط لتوه ليس مجرد حبيبه بل فقد بفقدها من كان يعتبرهم
أما" وأبا" له وهم والداها
فتوجه الى السماء يدعوا ربه ويبتهل له بدموعه ان يغير حاله
حتى ناااام
دون أن يشعر بنفسه ولم يفق الا على ضوء شمس الصباح وهي تفلح وجهه
فنهض وسار الى بيته
اللذى يعيش فيه غريب بين أهله دخل الى الغرفه اللتى طالما كانت
شاهدا" على عذاباته
لملم أغراضه وقرر الأبتعاد عن ذلك المخيم وعن هؤلاء الأهل اللذين
كانوا سببا" فى معاناته
رحل على غير هدي لا يعرف الي اين تجره أقدامه حتى قرر أن يعبر الحدود
ويترك كل شيء خلفه
فلم يعد له أي شيء يربطه بذلك المكان اللذى ماتت على أرضه كل احلامه
دخل هناك وبرأسه هدف واحد
وهو أن يغير قدره ويقضي على فقره اللذى كان سببا" فى خطف حبيبته منه
تسلل الى المجهول وخاطر بنفسه وسار متخفيا" بعيدا" عن العيون
يسير فى الليل وينام فى النهار
حتى وصل الى المدينه الكبيره وهناك استطاع بكل سهوله أن ينغمس
بين ساكنيها
فشكله واتقانه للغة اعدائه سهل له مهمته فى الانخراط فى مجتمعهم
بحث عن عمل حتى وجده
بدأ يعمل فى مطعم فترتين ليزيد من دخله ويرسله الى صديقه حتى
أستطاع أن يشتري له بيت
هنا شعر بأن هدفه الأول قد تحقق فواصل العمل رغم التعب وارسال ما يحصل
عليه الى صديقه حتى اشتري له قطعة أرض قريبه من البيت
استمر فى غربته عامان يواصل العمل ليل نهار ويرسل المال لصديقه حتى
أصبح لديه ما يكفي
فقرر العوده من حيث أتى وغادر بهدوء ذلك المطعم مثلما وصل اليه
ولكن لا تأتى الرياح بما تشتهي السفن
فقد القي القبض عليه اثناء قربه من الحدود لينقل الى السجن من هناك
وللتحقيق ليكتشف هناك
انه مطلوب لمقاومته السابقه للاحتلال حسب اعتراف احد زملائه عليه
عذبوه كثيرا"
ووضعوه فى زنانه صغيره ولكنه تحمل عذابهم له لانه تعود عليه وفى النهايه
حاكموه بالسجن 7 مرات مدي الحياه
اى ما يعادل الف ومائتين عام ...قابل هذا الحكم بابتسامه فهو ليس له أحد
خارج اسوار السجن ليشتاق اليه
فصل آخر من العذاب ينضم الى كل تلك الفصول الكثيره اللتى عاشها ولكنه
لم يتحطم ولا ينكسر
مرت السنه تلو الأخري وهو فى السجن يستغل وقته فى القرائه وتثقيف نفسه
حتى لاحت فى الافق
معالم لحظه يحلم بها كل اسير وهي لحظة الخلاص من السجن وتنفس هواءالحريه
لم يهتم مثل اقرانه ولم يكن يتابع الأحداث بشغف مثلهم
فهو لا فرق عنده بين الحياه فى السجن او خارجه ولكن هم لهم أهل واصدقاء
يتوقون للقائهم
استمر الوضع هكذا حتى اتت لحظة الحريه صفقة لتبادل الأسري وقد كانت المفاجأه
ان أسمه كان من بين الاسماء
وان خلاصه من السجن بات قريب جدا" وفعلا" ما هي الا أيأم حتى خرج من السجن
رغم انف سجانيه
وصل الي أرض مدينته وسجد شكرا" لله وقبل ترابها ورحل الجميع من هناك برفقة
اهله وأصحابه
وعاد هو وحيدا" الى بيت صديقه اللذى فاجئه حضوره ووقوفه أمامه احتضنه بشوق
حتى سالت الدموع
وتبادلا أحداث تلك السنوات وما قد حصل فيها وبعدها اصطحبه الى بيته اللذى
كان قد اشتراه له
وحين دخل اليه لم يصدق ان ذلك البيت له فقد كان جميلا" جدا" ومجهز بكل شيء
وله حديقه صغيره
شكر كثيرا" صديقه على هذا البيت اللذى اختاره ليكون ملكا" له وبعدها اعطاه
ما تبقي من مال وسلمه قطعة الأرض
ومن هنا بدأت تتغير حياة يحيي للأفضل فما كان بالأمس كابوس يلاحقه أصبح حلمجميل حققه بارادته
فترك حبيبته له دفعه لأن يتخلص من فقره والسجن خرج منه ليستلم وظيفه
راتبها جيد جدا" يوفر له حياه كريمه
عاد يحيي للشاطىء اللذى لم يكن يشتاق الا اليه رمي بنفسه بين أمواج البحر
ليغسل هم السنين اللتى عاشها بعيدا" عنه
كان كالسابق يذهب كل يوم الى هناك ولكن ما لفت نظره أن مكانه لم يعد خالى
فقد كانت فتاه
تخفي وجهها خلف حجابها تجلس تقريبا" كل يوم فى مكانه برفقه طفل صغير
لم يعرها فى البدايه اي انتباه
واعتقد انها زائره تأتى وتذهب وقد اختارت مكانه بمحض الصدفه ولكن تكرار
تواجدها اليومي
منذ وصوله لفت نظره وانتابه الفضول ليعرف قصتها اعتقد بالبدايه انها قد
تكون فقدت عزيز عليها
وأخذه البحر منها لذلك تأتى ولكن ساوره الشك بذلك حين أخبره صديقه ورفيق
الشاطىء بأنها كانت قبل وصوله
تأتى على فترات ولكن منذ ان عاد وهي تأتى بشكل يومي فقرر حينها ان يعرف
ما هي حكايتها.
فيا تري من تعتقدون أنها تكون هل هي فتاته ام انها أخري غيرها
أعتذر أخذتكم بعيدا" بهذا الفصل عن بداية الحكايه ولكنى أحببت أن تتعرفوا
على الاحداث اللتى عاشها بعد ترك تلك الحبيبه له
وباقي للحكايه فصل آخر