غريب(رحمك الله)
02-01-2017, 03:26 AM
http://s01.arab.sh/i/00084/n5vofe2ojcf5.gif
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم سأكتب لكم قصه واقعيه عايشتها قبل فتره ليس ببعيده وحتى لا أطيل عليكم
سأبدأ بكتابتها والدخول فى تفاصيلها
البرد قارص والمطر ينهمر بكثافه والكهرباء مقطوعه والشوارع مظلمه تكاد ان تكون خاليه
والساعه كانت تقترب عقاربها من منتصف الليل
يرد اتصال الي قسم الشرطه بوبجود رجل عجوز لا تعرف هويته بأطراف المدينه يبكي
ويرتجف من البرد عثر عليه بعض الأطفال
حين خروجهم للعب بالثلوج اللتى تساقطت خلال هذه الليله توجهت دوريه من الشرطه
بسرعه الى ذلك العنوان
وحين وصولى الي المكان رأيت ذلك العجوز بحاله يرثي لها يرتجف من البرد ويبكي بحرقه
وما هالنى أكثر أنه كان يجلس على كرسي متحرك
ظنننت فى البدايه أنه ضل طريقه ولم يدر بخلدي أبدا" ان أحدا" وضعه عنوه فى هذا المكان
ليموت من البرد
حاولت ان اتواصل معه وان أجعله يتكلم لأعرف من هو أو اين يسكن ولكنه كان يرفض الكلام ويكتفي فقط بالبكاء
لم أتحمل ذلك المنظر وشعرت بأن هذا الرجل يخفي خلف دموعه حكايه اليمه لا بد ان اعرفها
أبعدت الناس من حوله ليشعر بالراحه
وبدأت أكلمه وأسأله كيف حضر الي هذا المكان المنعزل فى هذا الوقت وفى هذا الجو البارد
واين بيته لأخذه اليه ولكنه كان فقط يكتفي بالنظر الي
جلست امامه محتارا" لا أعلم ماذا أفعل وكيف أجعله يخبرنى بقصته ولم يكن امامي خيار
سوي اخباره بأنى سأنقله الى المستشفي
أبلغت باقي اقسام الشرطه ان كان احد قد قام بالابلاغ عن رجل مفقود ولكن الجواب كان سلبي
وخلال انتظارنا لسيارة الاسعاف
قرر الرجل أن يخبرنى بالحقيقه المره واللتى لم أكن أتوقعها حتى فى أحلامى فقد بدأ يتكلم
برفقة دموعه ويخبرنى بأن من أحضره
الي هذا المكان وتركه وذهب عنه هو ابنه لم أستوعب ذلك ولم أصدق ان يقوم ابن بالقاء ابيه
فى الشارع ليموت من الرد او قد تقتله الكلاب الضاله
ولكنه اعاد ما قال وأكد ان ابنه هو من احضره وحين سؤاله عن السبب قال انه مل من وجوده
فى بيته ومل من خدمته وقد سمع كلام زوجته
حينها شعرت بانى أختنق من هذا الابن ولو كان امامي قد اقتله دون تردد على ما فعله بابيه
وصلت سيارة الاسعاف
وذهبت برفقته الى المستشفي للاطمئنان عليه وهناك اعطي اسمه وعنوانه احتفظت بهما
وبعد ان نام على سريره لم يكن امامي خيار
سوي الذهاب الى بيت الابن اللذى ترك اباه وصلت وطرقت الباب واخذ وقت حتى فتح لى فقد
كان نائم وينعم بالدفىء ولم يهتم لوالده
ولا أعلم كيف طاوعه قلبه ونام وكأنه لم يفعل اي شيء وقف امامي وسألته هل لديه اخوه غيره
يسكنون البيت حتى لا أخطىء
وكانت اجابته بلا وان له اخوه اثنان يعيشون خارج البلاد واخت متزوجه تعيش بعيدا" عنه هنا
تيقنت بأنه الفاعل
فسألته عن ابيه لأعرف ردة فعله ولكنه كان بارد جدا" واخبرنى بأنه خرج لزيارة اخته ولم يعود
ويبدوا انه قرر النوم عندها
يكذب فى وجهى ويتظاهر بالبراءه فلم اعي كيف صفعته على وجهه واخبرته بأنه كاذب وبأن
والده يرقد في المستشفي بسبب ما فعله
أنكر فعلته وبدأ يقسم بأنه لم يفعل شيء بوالده ولكن كيف أصدقه ووالده من اخبرني بالحقيقه
اخذته الى قسم الشرطهوامرتهم بأن يتركوه فى البرد
وان لا يعطوه اى شيء حتى لو تجمد لعله يشعر بشناعة فعلته بابيه وفى الصباح سألته عن
حاله فرد بقوله تجمدت من البرد
فردت عليه قوله وهذا ما فعلته انت بابيك تركته ليتجمد من البرد حتى يموت وسأقتص منك
ادخلته السجن
وذهبت الى المستشفي لأتابع حالة الرجل المسكين اللذى تخلى عنه فلذة كبده اخذت معي
فطور له وبعض الملابس
ودخلت عليه وكان يبدوا عليه التعب وكأنه لم ينام .. رددت عليه الصباح وابتسمت له ومازحته
هيا يا ابي لنفطر سويا" شعرت بأنى يجب أن اسانده
سقطت دموعه من عينه يبدوا ان تأثر بكلماتى فكيف لغريب أن يشعر به بينما ابنه تخلى عنه
فأخبرته انا ابنك وكلنا هنا ابنائك
فان تخلى عنك واحد فنحن لن نتخلى عنك وبدأ يدعوا لى ويدعوا على ابنه حاولت ان امنعه
ولكنه كان يرفع يديه ويدعوا على ابنه
بدعوات قد يكون اهتز لها عرش الرحمن وحين انتهي قدمت طعام الفطور منه وافطرنا انا
وهو سويا" وكان يحدثنى كيف كان يعامل ابنائه
وكيف تعب فى هذه الحياه ليوفر لهم حياه كريمه وحين مرض لم يتحمله ابنه والقاه فى الشارع
هداته وأخذته للحمام وقمت بتحميمه وتغيير ملابسه
فأنا من حرمه القدر من ابيه وهذا اب وحيد حرم من حنان ورعاية ابنائه وكان لزاما" ان ابقي
معه وبجانبه حتى لو اخذته الي بيتى ليعيش معي وأقوم بخدمته
اجلسته على سريره وكنا نتبادل الحديث فقد ارتاح لي وبدا يكلمنى عن حياته حتى حضر
الأطباء ليفحصوه
وحين خروجهم سألتهم عن حالته وسألنى احدهم هل انت ابنه فقلت نعم فأخبرنى بأن
حالته متأخره وبانه لن يعيش طويلا"
فقد كان قلبه ضعيف مسكين ذلك العجوز تخلي عنه ابنه فى آخر ايام حياته وهنا شعرت
بأن واجبي أن أبقي معه أعينه فى ايامه الأخيره وأساعده
مر أول يوم وحين نام فى الليل غادرت لأرتاح وعدت اليه فى الصباح ليفاجئنى بطلب غريب
بأن أذهب لأحضر له محامي
وحين سألته عن السبب أخبرنى بأن أجلب المحامى وسأعلم كل شيء لم يكن امامى خيار
ذهبت الى مكتب محاماه واحضرت محامي
ولم اكتفي بذلك فقد ذهبت ايضا" الى المحكمه وأحضرت قاضي ليكون شاهدا" على ما
سيقوله ذلك العجوز الى المحامي
وصلنا الى المستشفي وجلسنا امامه وبدأ يخبر المحامي بأنه يريد ان يتنازل عن بيته وعن
كل أملاكه من أجل بناء مسجد
وفقط ان تعطي حصه لابنته من ميراثها الشرعي اما ابنائه فلا شيء لهم حاولنا ثنيه عن قراره
ولكنه اصر على موقفه
وقام المحامي بكتابة العقد وشهدة انا عليه والقاضي والدكتور المسئول حتى لا يشكك احد
بسلامة عقله ويطعن فى وصيته
ذهب الجميع وبقيت انا برفقته ولم يكن على لسانه سوي الدعاء على ابنه حاولت ان اوقفه
بفتح احاديث جانبيه معه
وكان يستجيب معى وبعد ان ننتهي يعاود الدعاء على ابنه ويغضب عليه كانت كلماته تؤثر بي
لأنى على يقين بأن الله سيستجيب لهذه الدعوات
لم أخبره بأنى وضعت ابنه فى السجن ويبدوا ان هذه كانت بداية الحياه اللتى تنتظر هذا الابن العاق اللذى لم يرحم ضعف والده
مرت اربع ايام وانا أجلس بجانب ذلك الأب الملكوم وفى صباح اليوم الخامس ووبعد صلاة الفجر
رفع يديه الى السماء ودعي الله وختم دعائه بالدعاء على ابنه
اخذته واجلسته على السرير وطلبت منه ان ينام وقد أوصانى بأن أقوم بتنفيذ وصيته ووضعها
امانه فى عنقي
يبدوا أنه شعر بقرب رحيله عن الدنيا وفعلا" هكذا كان نااااام وكانت نومته الأخيره فقد فارقته
روحه ورحل عن الدنيا وهو غاضب على ابنه
فقد قرر الأطباء موته ولم يكن معى احد لنقوم بتغسيله ودفته ذهبت الي السجن لأعرف
عناوين اقاربه او أرقام هواتفهم
وقد اعطانى هذا الابن البغيظ بعض الارقام وقمت بالاتصال عليهم ليذهبوا الى المستشفي
لاستلام جثة قريبهم
وهكذا كان فقد حضروا واستلموه وقاموا بدفنه وأخذ العزاء به وما اثار استغرابي بأن أحدا" منهم
لم ياتى لزيارته بالمستشفي فردوا بأنهم لم يعلموا بذلك
رحل هو وبقيت وصيته امانه فى رقبتى ويجب ان أنفذها وبعد انتهاء ايام العزاء باسبوع ذهبت
برفقة المحامى لاستلام المنزل
وكانت زوجة ذلك الابن تسكنه هي واطفالها وحين أخبرتها بالامر انهارت وبدأت تبكي وتخبرنا
الى اين ستذهب هي وأطفالها
رحمت الأطفال ولكنى لم ارحمها فهي كانت سببا" فى خروج ذلك الاب من هذا البيت وما وضعوه
فى ذلك المكان الا ليموت حتى يرثوه
أخبرتها بأنه عليها أن تأخذ اشيائها وان تغادر خلال يومين وبعدها سنأتى لاستلام البيت بشكل رسمي لأنفذ وصية المرحوم بأذن الله
غادرت البيت وذهبت لأخبر الابن العاق بأمر الوصيه وحين انتهيت كان يبكي ولكن بعد ماذا فقد
غادر الدنيا والده وهو غضبان عليه
والان فقد كل ما يمكله حتى البيت شعر بالندم ولكن بعد فوات الأوان ولعلها لم تكن دموع ندم
بل بكاء على فقده البيت والأموال اللتى اغراه بها الشيطان ليرتكب تلك الجريمه بحق ابيه
بعنا المنزل انا والمحامي والقاضي وقمنا بتسليم المال لجهة الاختصاص لتباشر ببناء مسجد
يحمل اسم المتبرع واللذى هو ذلك العجوز ليبقي حسنه جاريه باسمه
ولحسن حظنا كانت موجوده قطعة الأرض وأخبرنا المسئول بأنه سيباشر فورا" فى بناء المسجد
ارتحت من تلك الأمانه ونفذت الوصيه
ولعل ذلك العجوز ارتاح فى قبره وبقي الابن بانتظار قدره واللذى سيبدأ بالسجن بتهمة الاهمال
والتسبب فى قتل والده
وهنا لن يجد من يتعاطف معه ومن المؤكد بأن القاضي أيضا" لن يرحمه
سيعيش بعذاب ضمير
وستبقي دعوات والده لعنه تطارده حتى ينال عقابه فى الدنيا قبل الآخره
لأنه خسر كلاهما بفعلته الشنعيه
صوره أخري من صور العقوق أحببت أن اشارككم بها وآعتذر لأطالتى عليكم
اخوكم غريب الليالي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم سأكتب لكم قصه واقعيه عايشتها قبل فتره ليس ببعيده وحتى لا أطيل عليكم
سأبدأ بكتابتها والدخول فى تفاصيلها
البرد قارص والمطر ينهمر بكثافه والكهرباء مقطوعه والشوارع مظلمه تكاد ان تكون خاليه
والساعه كانت تقترب عقاربها من منتصف الليل
يرد اتصال الي قسم الشرطه بوبجود رجل عجوز لا تعرف هويته بأطراف المدينه يبكي
ويرتجف من البرد عثر عليه بعض الأطفال
حين خروجهم للعب بالثلوج اللتى تساقطت خلال هذه الليله توجهت دوريه من الشرطه
بسرعه الى ذلك العنوان
وحين وصولى الي المكان رأيت ذلك العجوز بحاله يرثي لها يرتجف من البرد ويبكي بحرقه
وما هالنى أكثر أنه كان يجلس على كرسي متحرك
ظنننت فى البدايه أنه ضل طريقه ولم يدر بخلدي أبدا" ان أحدا" وضعه عنوه فى هذا المكان
ليموت من البرد
حاولت ان اتواصل معه وان أجعله يتكلم لأعرف من هو أو اين يسكن ولكنه كان يرفض الكلام ويكتفي فقط بالبكاء
لم أتحمل ذلك المنظر وشعرت بأن هذا الرجل يخفي خلف دموعه حكايه اليمه لا بد ان اعرفها
أبعدت الناس من حوله ليشعر بالراحه
وبدأت أكلمه وأسأله كيف حضر الي هذا المكان المنعزل فى هذا الوقت وفى هذا الجو البارد
واين بيته لأخذه اليه ولكنه كان فقط يكتفي بالنظر الي
جلست امامه محتارا" لا أعلم ماذا أفعل وكيف أجعله يخبرنى بقصته ولم يكن امامي خيار
سوي اخباره بأنى سأنقله الى المستشفي
أبلغت باقي اقسام الشرطه ان كان احد قد قام بالابلاغ عن رجل مفقود ولكن الجواب كان سلبي
وخلال انتظارنا لسيارة الاسعاف
قرر الرجل أن يخبرنى بالحقيقه المره واللتى لم أكن أتوقعها حتى فى أحلامى فقد بدأ يتكلم
برفقة دموعه ويخبرنى بأن من أحضره
الي هذا المكان وتركه وذهب عنه هو ابنه لم أستوعب ذلك ولم أصدق ان يقوم ابن بالقاء ابيه
فى الشارع ليموت من الرد او قد تقتله الكلاب الضاله
ولكنه اعاد ما قال وأكد ان ابنه هو من احضره وحين سؤاله عن السبب قال انه مل من وجوده
فى بيته ومل من خدمته وقد سمع كلام زوجته
حينها شعرت بانى أختنق من هذا الابن ولو كان امامي قد اقتله دون تردد على ما فعله بابيه
وصلت سيارة الاسعاف
وذهبت برفقته الى المستشفي للاطمئنان عليه وهناك اعطي اسمه وعنوانه احتفظت بهما
وبعد ان نام على سريره لم يكن امامي خيار
سوي الذهاب الى بيت الابن اللذى ترك اباه وصلت وطرقت الباب واخذ وقت حتى فتح لى فقد
كان نائم وينعم بالدفىء ولم يهتم لوالده
ولا أعلم كيف طاوعه قلبه ونام وكأنه لم يفعل اي شيء وقف امامي وسألته هل لديه اخوه غيره
يسكنون البيت حتى لا أخطىء
وكانت اجابته بلا وان له اخوه اثنان يعيشون خارج البلاد واخت متزوجه تعيش بعيدا" عنه هنا
تيقنت بأنه الفاعل
فسألته عن ابيه لأعرف ردة فعله ولكنه كان بارد جدا" واخبرنى بأنه خرج لزيارة اخته ولم يعود
ويبدوا انه قرر النوم عندها
يكذب فى وجهى ويتظاهر بالبراءه فلم اعي كيف صفعته على وجهه واخبرته بأنه كاذب وبأن
والده يرقد في المستشفي بسبب ما فعله
أنكر فعلته وبدأ يقسم بأنه لم يفعل شيء بوالده ولكن كيف أصدقه ووالده من اخبرني بالحقيقه
اخذته الى قسم الشرطهوامرتهم بأن يتركوه فى البرد
وان لا يعطوه اى شيء حتى لو تجمد لعله يشعر بشناعة فعلته بابيه وفى الصباح سألته عن
حاله فرد بقوله تجمدت من البرد
فردت عليه قوله وهذا ما فعلته انت بابيك تركته ليتجمد من البرد حتى يموت وسأقتص منك
ادخلته السجن
وذهبت الى المستشفي لأتابع حالة الرجل المسكين اللذى تخلى عنه فلذة كبده اخذت معي
فطور له وبعض الملابس
ودخلت عليه وكان يبدوا عليه التعب وكأنه لم ينام .. رددت عليه الصباح وابتسمت له ومازحته
هيا يا ابي لنفطر سويا" شعرت بأنى يجب أن اسانده
سقطت دموعه من عينه يبدوا ان تأثر بكلماتى فكيف لغريب أن يشعر به بينما ابنه تخلى عنه
فأخبرته انا ابنك وكلنا هنا ابنائك
فان تخلى عنك واحد فنحن لن نتخلى عنك وبدأ يدعوا لى ويدعوا على ابنه حاولت ان امنعه
ولكنه كان يرفع يديه ويدعوا على ابنه
بدعوات قد يكون اهتز لها عرش الرحمن وحين انتهي قدمت طعام الفطور منه وافطرنا انا
وهو سويا" وكان يحدثنى كيف كان يعامل ابنائه
وكيف تعب فى هذه الحياه ليوفر لهم حياه كريمه وحين مرض لم يتحمله ابنه والقاه فى الشارع
هداته وأخذته للحمام وقمت بتحميمه وتغيير ملابسه
فأنا من حرمه القدر من ابيه وهذا اب وحيد حرم من حنان ورعاية ابنائه وكان لزاما" ان ابقي
معه وبجانبه حتى لو اخذته الي بيتى ليعيش معي وأقوم بخدمته
اجلسته على سريره وكنا نتبادل الحديث فقد ارتاح لي وبدا يكلمنى عن حياته حتى حضر
الأطباء ليفحصوه
وحين خروجهم سألتهم عن حالته وسألنى احدهم هل انت ابنه فقلت نعم فأخبرنى بأن
حالته متأخره وبانه لن يعيش طويلا"
فقد كان قلبه ضعيف مسكين ذلك العجوز تخلي عنه ابنه فى آخر ايام حياته وهنا شعرت
بأن واجبي أن أبقي معه أعينه فى ايامه الأخيره وأساعده
مر أول يوم وحين نام فى الليل غادرت لأرتاح وعدت اليه فى الصباح ليفاجئنى بطلب غريب
بأن أذهب لأحضر له محامي
وحين سألته عن السبب أخبرنى بأن أجلب المحامى وسأعلم كل شيء لم يكن امامى خيار
ذهبت الى مكتب محاماه واحضرت محامي
ولم اكتفي بذلك فقد ذهبت ايضا" الى المحكمه وأحضرت قاضي ليكون شاهدا" على ما
سيقوله ذلك العجوز الى المحامي
وصلنا الى المستشفي وجلسنا امامه وبدأ يخبر المحامي بأنه يريد ان يتنازل عن بيته وعن
كل أملاكه من أجل بناء مسجد
وفقط ان تعطي حصه لابنته من ميراثها الشرعي اما ابنائه فلا شيء لهم حاولنا ثنيه عن قراره
ولكنه اصر على موقفه
وقام المحامي بكتابة العقد وشهدة انا عليه والقاضي والدكتور المسئول حتى لا يشكك احد
بسلامة عقله ويطعن فى وصيته
ذهب الجميع وبقيت انا برفقته ولم يكن على لسانه سوي الدعاء على ابنه حاولت ان اوقفه
بفتح احاديث جانبيه معه
وكان يستجيب معى وبعد ان ننتهي يعاود الدعاء على ابنه ويغضب عليه كانت كلماته تؤثر بي
لأنى على يقين بأن الله سيستجيب لهذه الدعوات
لم أخبره بأنى وضعت ابنه فى السجن ويبدوا ان هذه كانت بداية الحياه اللتى تنتظر هذا الابن العاق اللذى لم يرحم ضعف والده
مرت اربع ايام وانا أجلس بجانب ذلك الأب الملكوم وفى صباح اليوم الخامس ووبعد صلاة الفجر
رفع يديه الى السماء ودعي الله وختم دعائه بالدعاء على ابنه
اخذته واجلسته على السرير وطلبت منه ان ينام وقد أوصانى بأن أقوم بتنفيذ وصيته ووضعها
امانه فى عنقي
يبدوا أنه شعر بقرب رحيله عن الدنيا وفعلا" هكذا كان نااااام وكانت نومته الأخيره فقد فارقته
روحه ورحل عن الدنيا وهو غاضب على ابنه
فقد قرر الأطباء موته ولم يكن معى احد لنقوم بتغسيله ودفته ذهبت الي السجن لأعرف
عناوين اقاربه او أرقام هواتفهم
وقد اعطانى هذا الابن البغيظ بعض الارقام وقمت بالاتصال عليهم ليذهبوا الى المستشفي
لاستلام جثة قريبهم
وهكذا كان فقد حضروا واستلموه وقاموا بدفنه وأخذ العزاء به وما اثار استغرابي بأن أحدا" منهم
لم ياتى لزيارته بالمستشفي فردوا بأنهم لم يعلموا بذلك
رحل هو وبقيت وصيته امانه فى رقبتى ويجب ان أنفذها وبعد انتهاء ايام العزاء باسبوع ذهبت
برفقة المحامى لاستلام المنزل
وكانت زوجة ذلك الابن تسكنه هي واطفالها وحين أخبرتها بالامر انهارت وبدأت تبكي وتخبرنا
الى اين ستذهب هي وأطفالها
رحمت الأطفال ولكنى لم ارحمها فهي كانت سببا" فى خروج ذلك الاب من هذا البيت وما وضعوه
فى ذلك المكان الا ليموت حتى يرثوه
أخبرتها بأنه عليها أن تأخذ اشيائها وان تغادر خلال يومين وبعدها سنأتى لاستلام البيت بشكل رسمي لأنفذ وصية المرحوم بأذن الله
غادرت البيت وذهبت لأخبر الابن العاق بأمر الوصيه وحين انتهيت كان يبكي ولكن بعد ماذا فقد
غادر الدنيا والده وهو غضبان عليه
والان فقد كل ما يمكله حتى البيت شعر بالندم ولكن بعد فوات الأوان ولعلها لم تكن دموع ندم
بل بكاء على فقده البيت والأموال اللتى اغراه بها الشيطان ليرتكب تلك الجريمه بحق ابيه
بعنا المنزل انا والمحامي والقاضي وقمنا بتسليم المال لجهة الاختصاص لتباشر ببناء مسجد
يحمل اسم المتبرع واللذى هو ذلك العجوز ليبقي حسنه جاريه باسمه
ولحسن حظنا كانت موجوده قطعة الأرض وأخبرنا المسئول بأنه سيباشر فورا" فى بناء المسجد
ارتحت من تلك الأمانه ونفذت الوصيه
ولعل ذلك العجوز ارتاح فى قبره وبقي الابن بانتظار قدره واللذى سيبدأ بالسجن بتهمة الاهمال
والتسبب فى قتل والده
وهنا لن يجد من يتعاطف معه ومن المؤكد بأن القاضي أيضا" لن يرحمه
سيعيش بعذاب ضمير
وستبقي دعوات والده لعنه تطارده حتى ينال عقابه فى الدنيا قبل الآخره
لأنه خسر كلاهما بفعلته الشنعيه
صوره أخري من صور العقوق أحببت أن اشارككم بها وآعتذر لأطالتى عليكم
اخوكم غريب الليالي