|
|
مملكة الخواطر وهمس الكلام |
|
#1
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||
رَسَائِل إِلى مِيلِينَآ .
رَسَائِل إِلى مِيلِينَآ كتاب جُمع فيه بعض رسائل فرانس كافكا ل مِيلينا يِسيِنيسكَايا الصحفية التشيكية في الفترة من 1920 حتى 1923 . ميلينا المتزوجة . ميلينا الجميلة ذات الأربع و العشرين و التي تفيض بكامل الأنوثة . كانت المختلفة من بين جميع صديقاته. و رسائل كافكا مع ميلينا كانت مختلفة و لا تشبه رسائله مع أحد. كانت الأجمل . لأن ميلينا كانت أكثرهن فهمًا له ، فكان يشعر بالإرتياح و الحرية معها. هي الحب العاصف .. “ميلينا ، أي اسم غني و كثيف ، غني ، ممتلئ ، مفعم لأي درجة يشق عليّ حمله” ميلينا ، كفتاة مثقفة مهتمة بالأدب و الموسيقى و الفن. متحررة و شغوفة بالتجارب و المغامرات. وهنآ بعض من رسآئل رانس كافاكا ل ميلينا .. |
03-10-2021, 11:41 AM | #2 | |||||||||
|
إلى ميلينا هَا أنتِ تَرَينَ يَا مِيلِينَا أَنَنِى أَستَلقِى فَوقَ المِقعَدِ الخَشَبَى فِى الصَبَاحِ ، عَارِيَا .. نِصفِى فِى الشَمسِ ، وَنِصفِى الآخَرُ فِى الظِلِ ، بَعد لَيلة مُؤرِقة بِطُولِهَا تَقرِيبَا .. كَيفَ يَتَسَنى لِى أَن أنَام .. وأَنا ، الخَفِيفُ كَالرِيشَة بِالنِسبَة لِلنَوُم ، أَدوُرُ حَولَكِ بِاستِمرَار .. وطَاَلمَا كُنتُ خَائِفَا (تَمَاَما كَما كَتَبتِ أَنتِ اليَوُم) ، خَائِفَا حَقَا مِن ذَلِكَ (الذِى سَقَطَ فِى طَوُقِى) ، خَائِفَا نَفسَ الخَوُفِ الذَىِ سَمِعنَاهُ عَن الأنبِيَاء . الذِينَ كَانُوا أطفَالا ضُعَفَاء حِينَ سَمِعُوا صَوُتَا يُنَادِيِهِم ، فَخَافُو وَدَقُو أَقدَامَهُم فِى الأرضِ وَأَحَسّوُ لَحظَتَها بِخَوفٍ يَطِيرُ بِه العَقل .. لابُدَ أَنَهُم قَد سَمِعُوا بِلا شَك أصوَاتَا مِن قَبل ، لَكِنَهُم لَم يَفهَمُوا كَيفَ تَأتِى لِهَذِهِ الرَهبَة أَن تَصدُرَ عَن هَذا النِدَاء بِالذَاتْ؟ كَمَا أَنَهُم لَم يُدرِكُوا ، لأنَهُم كَانُوا أطفَالا ، أَن ذَلِك الصَوُتُ كَانَ قَد سَادَ بِالفِعلِ .. إِن الكَثِيرِين قَد سَمِعُوا ذَلِكَ الصَوُت .. لَكِنَ جَدَارَتَهُم بِسَمَاعِهِ هُو أَمرٌ يَكتَنِفهُ الشَك .. فَلِكَى يَلزَمُ المَرءَ جَانِبُ الأمَان ، مِنَ الأفضَلُ لهُ أَن يُنكِرَ بِشِدَة، مُقَدَمَا - هَذِه الأصوُاَتْ. كافكا السبت مِيلِينَا.. أَنتِ بِالنِسبَةِ لِى، لَستِ اِمرَأَة .. أنتِ فَتَاة ، فَتَاةٌ لَم أَرَ مِثلُهَا أَبَدَا مِن قَبل .. لَستُ أَظُنُ لِهذَا أنَنَى سَأَجرُؤ عَلى أَن أُقدِمُ لَكِ يَدِى أَيتُهَا الفَتَاةْ .. تِلكَ اليَدُ المُلَوُثَة ، والمَعرُوقَة , المُهتَزَة ، المُتَرَدِدَة ، التِى تَنَتابُهَا السُخُونَة والبُرُودَة .. فَ كِتَابَةُ الرَسَائِل .. تَعنِي أَن تُعَريِ نَفسَكَ أَمَامَ الأشبَاح ، وُ هُو شَيءٌ لَطَالَمَا كَانُوا يَنتَظِرُونَه بِفَارِغِ الصَبرْ . كِتَابَة القُُبَلُ فِيها لا يَعنِي أنَهَا سَتَصِلُ إِلى مَكَانِهَا المَقصُوُد ، بَيِنَمَا عَلى العَكسْ ، يتخَطَفُهَا الأشبَاح عَلى طُولِ الطَرِيِق . فَ كَيفَ حَدَثَ يَا مِيلِينَا ، أَنَكِ مَازِلتِ لا تَحِسِيِن أَىَ خَوُفٍ أَو نُفُورٍ مِنىِ ، أَو شَئٌ مِن هَذا القَبِيل .؟ وإِلى أَىِ مَدَى تَبلُغُ جِديَتُكِ وَقُوتُكِ الثلُاثَاءْ اليَوُمْ .. فِى الصَبَاحِ البَاكِر .. حَلِمتُ بِكِ مَرةً أُخرَى . كُنَا نَجلِسُ بِجِوَارِ بَعضِنَا .. كُنتِ تُبعِدِينَنِى ، فِى غَيرِ غَضَب ، بَل كُنتِ تُبعِدينَنِى عَنكِ بِ وِدْ . وكُنتُ غَارِقَا فِى تَعَاسَتِى لا بِسَبب إِبعَادِكِ لِى .. بَل كُنُت أَحِسُ التَعَاسَة لأنَنِى كُنتُ أعامِلُكَ كَأيَة إِمَرَأة صَامِتَة أُخرَى .. ولأنَنِى كُنتُ قَد فَشَلتُ فِى أَن أسمَعَ ذَلِكَ الصَوُت الذى تَنَاهَى إِلى صَادِرَا عَنكِ .. ذَلِكَ الصَوُت الذِى تَحَدَثَ إِلىَ بِبَلاغَة .. وَلَعَلَ تَعَاسَتِى لَم يَكُن مَرجِعَهَا فَشَلِى فِى أَن أَسمَعَ ذَلِكَ الصَوُت .. بَل عَجزِى عَن إِجَابَتِه لَكِ .. (لآن , حَتى إِسمِى قَد فَقَدتُهُ , فَقَد أَخَذَ يَنكَمِشُ طَوَال الوَقتِ ، فَأَصبَحَ الآن :لك) يَجِبُ أَن تَتَدَبَرِى أَنتِ أَيضَا يَا مِيلِينَا .. نَوعُ الشَخصِ الذِى خَطَا نَحوَكِ .. إِن رِحلَة الثَمَانِيَة والثَلاثِينَ عَامَا تَستَلقِى خَلفَهُ (وَ لَما كُنتُ يَهُودِيَا فِإنَ الرِحلَة فِى حَقِيقَتِهَا أطوَلُ بِالفِعلِ مِن ذَلِك) . فَلَو أَنَنِى عِندَ مُنعَطَفٌ عَارِضٌ تَبدِى لِى فِى طَرِيقِى ، قَد رَأيتُكِ .. أَنتِ التِى لَم أَتَوَقعُ أَن أرَاكِ مُطلَقَا ، وَأن تَجِيئَ رُؤيَتِى لَكِ فَوقَ ذَلِك مُتَأَخِرَة إِلى هَذا الحَد .. عِندَئِذٍ لا يُمكِنُنِى يَا مِيلِينَا أن أَصِيحَ مُلَوِحَا لَكِ .. ولا أَن يَهتِفَ لَكِ شَئٌ دَاخِلِى .. ولا أَن أَقُولَ آلافِ الأشيَاءِ الحَمقَاءْ التِىِ لا أَجِدُ لَدَىَ شَيئَا مِنهَا .. تَهرُبْ .! (وأَحذِفُ الحَمَاقَاتْ الأُخرَى التِى أَحِسُ أَن لَدَى مِنهَا مَايَزِيدُ عَن حَاجَتِى). وَلا تَطلُبِينِى بِشَىٍ مِنَ الإخلاَصْ .. فَلا أَحَدٌ يِمكِنُهُ أَن يُطَالِبُنِى بِالإخلاصِ أَكثَرَ مِمَا أُطَالِبُ بِه نَفسِىْ .. إلا أَنَ أَشيَاءٍ كَثِيرَة قَد أَفلَتَت مِنى .. إِنَنِى وَاثِقٌ مِن ذَلِكَ ، وَلَعَلَ كُلَ شَئِ يُرَاوِغَنِى . غَيرَ أَن التَشجِيِعُ فِى هَذِهِ المُطَارَدَة لَا يَدفَعُنِى ، بَل عَلَى العَكسِ .. فَلَعَلَنِى لا أستَطِيعُ عِندَئِذٍ أَن أَخطُو خُطوَةٌ وَاحِدَة ، فَكُلُ شَئٍ يُصبِحُ عَلى حِينِ فَجأَة مُجَرَد كِذبَة .. وَيُحَاصِر الصَيِدُ الصَيَادْ. كافكا سَيِدَتِى العزِيزَة مِيلِينَا كَتَبتُ لَكِ رِسَالَة مِن بَرَاغٍ، ثُم أُخرَى مِن مَيِرَانْ، ولَم أتَلَقَ رَدَا عَلَيِهُمَا . إِن الرِسَالَتِينِ لا تَتَطَلَبَانِ بِالفِعلِ رَدَا سَرِيعَا عَلى غَيرِ العَادَة .. فَإِذا لَم يَكُن صَمتُكِ سِوى دَليلٍ عَلى السَعَادَة التِى تَعكِسُ نَفسَهَا غَالِبَا فِى صُورَةِ رَغبَةٍ عَن الكِتَابَة .. فَسَوفَ أَطمَئِنُ عِندَئِذٍ . لَكِن مِن المُمكِنِ أَيضَا - وَهذا هُو مَا يَدفَعُنِى إِلى أَن أكتِب إليَكِ - أَن أَكُونُ قَد أَسَأتُ إِليَكِ فِى رِسَالتِى بِصُورَةٍ مَا "فَيَا لِليَدِ الخَرقَاءِ، التَىِ تَأبَى أَن تَنسَجِم مَع كُل مَا أضمِرَه!،" هَل يُمكِنُ أَن تَكُونَ هَذِهِ هِى القَضِيَة ؟ أَو مَاذَا فِى الحَقِيقَة يُمكِنُ أَن يَكُون أَكثَرَ سُوءَا مِن هَذا ؟ لَقد إخَتَفت مَرة أُخرَى تِلكَ اللَحظَة التِى أتَنَسَمُ فِيهَا نِسمَة هَادِئَة مِمَا تَخُطُهُ يَدُكِ |
|||||||||
03-10-2021, 11:48 AM | #3 | |||||||||
|
مَاذا تَعتَقِدِينْ ؟ هَل يُمكِنُ أن تَصِلَنِى رِسَالَةُ يَومِ السَبتْ ؟ مِنَ المُمكِنِ ذَلِك ، لَكِنَهُ مَجنُونٌ ذَلِك الشَوُق إِلى إِستِلام الرَسَائِل . ألا تَكفِى رِسَالَة واحِدَة ؟ ألا يَكفِى المَرء أَن يَعرِفْ مَرَة ؟ لَا شَك أَن مَرَه تَكفِيِهِ ، إِلا أَنَ المَرء عَلَى الرَغم مِن ذَلِكَ يَمِيلُ إِلى الخَلَف (أَن يُخَالِف) وَيَرتَشِفُ الرَسَائِل ، وَلا يَتَوَقَفُ وَعيُهُ عِندَ شَئِ سِوَى رَغبَتِهِ فِى ألا يَتَوَقف عَن الارتِشَافْ .. مِيليِنآ إنَكِ تَقِفِينَ فِى ثَبَاتٍ بِالقُربِ مِن إِحدَى الأشجَاَرْ .. صَغِيرَةٌ وَجَمِيلَةْ .. وَعينَاكِ بِتَأَلقِهِمَا تَقهَرَان العَالَم الذِى يُعَانِى الآلآم .. إِننا نَلعَبُ لُعبَة (الإستِخفَاء) .. فَأَنا أزحَفُ مِن شَجَرَة إِلى أُخرَى فِى الظِلالْ , إننى أَسِيرُ فِى طَرِيقِى ، وتُنَاِدينَنِى أَنتِ ، وتُنَبِيهينَنِى إِلَى الأخطَار .. وَتُحَاوِلِين أَن تَبثِى الشَجَاعَة فِى نَفسِى .. أَنَا المَشدُوهْ لِخُطوَتِى المُتَعَثِرَة ، تُذَكِرِينَنِى أَنَا (أنَا) بِخُطُورَةِ اللِعبَة .. |
|||||||||
03-12-2021, 04:21 PM | #4 | ||||||||||||
|
رائعه انتي ك العادة لروحك السعادة |
||||||||||||
06-23-2021, 03:11 AM | #5 | |||||||||
|
روووعه سلم الاختيار مودتي .. |
|||||||||
06-27-2021, 01:57 PM | #6 | |||||||||||
|
ذآئقة جميلة و فآخرة بِ جمآل انتقآءك رآئع هذا العطآء الذي لاينضب لك آنقى الود وأجزل الشُكر.. ..لك عناقيد من الزيزفون.. |
|||||||||||
05-18-2022, 01:54 PM | #7 | ||||||||||
|
سلمت اناملك ع اختيارك الذوق كل التقدير |
||||||||||
07-31-2022, 10:22 PM | #8 | ||||||||
|
مواضيعكم عندما يكون لها هذا التميز مجهود جدا رائع.. تحياتي لكم |
||||||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
مِيلِينَآ, رَسَائِل, إِلى |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
وصايا نبويه الْوَصِيَّةُ الثَّالِثَةُ وَالْعِشْرُونَ « لِمَنْ كَانَتْ لَهُ إِلى اللهِ حَاجَةٌ | جنان الحب | مملكة السيرة الرسول والرسل عليهم افضل الصلاة والسلام 2023-2024 | 48 | 12-03-2016 05:40 PM |
وصايا نبويه الْوَصِيَّةُ الْحَادِيةَ عَشَرَةَ « فَضْلُ التَّوْبَةِ إِلى اللهِ » | جنان الحب | مملكة السيرة الرسول والرسل عليهم افضل الصلاة والسلام 2023-2024 | 32 | 10-11-2016 04:58 PM |
لا تغضب غاليا .. ثم تـؤجل إِرضاءه إِلى غد | شغف | مملكة المواضيع العامة والفضاء الحر | 13 | 12-18-2014 07:52 PM |
|